(***)الأخطاء اللغوية الشائعة:
وقد قام علماء اللغة بالتعاون مع مجامع اللغة العربية بجهد كبير، في إحصاء المفردات والتراكيب وتصويبها، وسوف نعرض لنماذج من الأخطاء اللغوية الشائعة، ورد معظمها في "معجم الأخطاء الشائعة" للأديب الفلسطيني محمد العدناني - رحمه الله- منها:
1- قولنا: لم أزره أبدا والصواب: لن أزوره أبدا
لأن (أبدا) ظرف زمان للمستفبل والاستمرار، ولا يأتي في سياق الماضي، بدليل قول الله تعالى: "قالوا يا موسى إنا لن تدخلها أبدا".
2- قولنا: أثمرت الحرب نصرا والصواب: أثمرت الحرب
لأن أثمر فعل لازم وليس متعديا، مثل قولنا: أورق الشجر
وقد أخذ اللغويون على الشاعر علي بن الجهم قوله:
غرس كفيك يا بن عم رسول الله أنشأتني وأورقت عودي
فقالوا: أورق فعل لازم وقد جعله الشاعر متعديا.
3- قولنا: نشك بنجاح فلان، والصواب نشك في نجاح فلان
لأن الفعل "شك" يتعدى بـ (في) وليس بالباء، بدليل قوله تعالى: "أفي الله شك فاطر السموات والأرض".
4- علم أن ستعودَ فلسطين والصواب: علم أن ستعودُ فلسطين
لأن (أن) ليست ناصبة للفعل المضارع المقترن بالسين، بدليل قوله تعالى: "علم أن سيكون منكم مرضى".
5- قولنا لا زال أخي مريضاً. والصواب: ما زال أخي مريضاً.
لأن ما زال من أفعال الاستمرار الماضية التي تُنفى بـ (ما) وليس بـ (لا).
6- قولنا: قرأت عن شتى المذاهب. والصواب: قرأت عن مذاهب شتى.
لأن "شتى" يجب أن تأتي في نهاية الجملة صفة للموصوف أو نصبا على الحالية.
7- قولنا: احتج العمال على سوء معاملتهم، وكذلك قولنا: احتجت الدولة، واحتج الشعب... وهكذا مما لا تكاد تخلو منه صحيفة أو جريدة، وهو استخدام خاطئ لأن الاحتجاج في اللغة الإدلاء بالحجة والدليل، يقول الشاعر:
واحتج خصمي واحتججت بحجتي ففلحت في حججي وخاب الأبعد
8- قولنا: أحلف بهذا اليمين.
واليمين للقسم فنقول: "عن يمين الإنسان"، وهى ضد يساره، ذلك أنهم كانوا إذا تحالفوا ضرب كل واحد يمين صاحبه، واليمين لليد مؤنثة مطلقاً، والتذكير لليمين منبعث من الذهاب به إلى القسم، وهذا لا يسوغ إخراجه عن التأنيث.
9- قولنا: أنا شغوف بهذا الأمر. والصواب أنا مشغوف به.
بدليل قول الشاعر:
وإني لمشغوف من الوجد والهوى وشوقي إلى وجه الحبيب عظيم
10- قولنا: بقي حوالي مائة درهم والصواب : زهاء أو نحو.
ذلك أن حوالي إنما تقع ظرفا مكانيا عند العرب، نقول: قعدوا حوالي محمد، أي حوله، وفي الأثر: "حوالينا لا علينا".
11- قولنا: اذهب إلى فلان وقل له كذا. والصواب: اذهب إلى فلان فقل له كذا.
إذ لا بد من العطف بإلغاء بدليل قوله تعالى:" اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا".
12- قولنا: اختر بين هذين الأمرين. وإنما يقال:اختر أحد الأمرين، أو اختر من الأمرين ما تشاء.
لأن استعمال "بين" مع الاختيار غير معروف.
13- قولنا: أذن له بالسفر. والصواب: أذن له في السفر.
لأن أذن بالشيء علمه، وأذن في الشيء: أباحه، بدليل قوله تعالى: "فأذنوا بحرب من الله ورسوله"، أي: اعلموا بهذه الحرب.
14- تزعم فلان المجموعة، بمعنى صار لهم زعيما.
وهذا خطأ لأن التزعم الكذب، من ذلك قوله تعالى :"فقالوا على الله بزعمهم"، ومنه قول جرير:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا أبشر بطول سلامة يا مربع