في نوادر القراء والفقهاء
عن محمد بن عبد الله قال كنا في دهليز عثمان بن شيبة فخرج إلينا فقال إن والقلم في أي سورة ومر بعضهم بقارئ يقرأ ( ألم غلبت الترك في أدنى الأرض ) فقال له الروم فقال له كلهم أعداؤنا قاتلهم الله وكان جماعة يجلسون إلى أبي العيناء وفيهم رجل لا يتكلم فقيل له يوما كيف علمك بكتاب الله قال أنا عالم به فقيل له هذه الآية في أي سورة ( الحمد لله لا شريك له ) فقال له في سورة
الحمد فضحكوا عليه وجاء رجل إلى فقيه فقال أفطرت يوما في رمضان فقال اقض يوما مكانه قال قضيت وأتيت أهلي وقد علموا مأمونية فسبقتني يدي إليها فأكلت منها فقال اقض يوما آخر مكانه قال قضيت وأتيت أهلي وقد عملوا هريسة فسبقتني يدي إلهيا فقال أرى أن لا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك وجاء رجل إلى بعض الفقهاء فقال له أنا عبد اله على مذهب ابن حنبل وإني توضأت وصليت فبينما أنا في الصلاة إذ أحسست ببلل في سراويلي يتلزق فشممته فإذا رائحته كريهة خبيثة فقال الفقيه عافاك الله خريت باجماع المذاهب وجاء رجل إلى فقيه قال أنا رجل أفسو في ثيابي حتى تفوح روائحي فهل يجوز لي أن أصلي في ثيابي قال نعم لكن لا كثر الله في المسلمين مثلك ووقع بين الأعمش وبين امرأته وحشة فسأل بعض أصحابه من الفقهاء أن يرضيها ويصلح بينها فدخل إليها وقال إن أبا محمد شيخ كبير فلا يزهدنك فيه عمش عينيه ودقة ساقيه وضعف ركبتيه ونتن إبطيه وبخر فيه وجمود كفيه فقال له الأعمش قم قبحك الله فقد أريتها من عيوبي ما لم تكن تعرفه وسكن بعض الفقهاء في بيت سقفه يقرقع في كل وقت فجاءه صاحب البيت يطلب الأجرة فقال له أصلح السقف فإنه يقرقع قال لا تخف فإنه يسبح الله تعالى قال أخشى أن تدركه رقة فيسجد
[ltr][size=29.33]المرجع :كتاب المستطرف في كل فن مستظرف [/size][/ltr]